حب التملك هو حب الذات و استغ لال الطرف الآخر لاسعاد الذات.
الحب هو ان تفعل الشئ لتري البسمة علي وجه حبيبك و ان لم يعرف انك سبب هذه البسمة، يكفيك بسمته، تسعدك بسمته.
أما حب التملك هو ان تفعل الشئ و حين تري البسمة تُعلِم الطرف الآخر انك سببها ليكون ممتن لك، لا يكفيك بسمته انما يكفيك شعور الامتنان لذاتك، و احياناً يتطور الأمر إلي تذكرة بين الحين و الآخر، ثم تذكرة في كل حين، و هذه أكثر الطرق ذوقاً في الذل!!
الحب هو ان تكون علي استعداد أن تدمر حياتك بيدك لو كان في ذلك سبب لإسعاد حبيبك.
أما حب التملك هو أن تكون علي إستعداد بأن تدمر حياة الطرف الثاني لو لم يعترف بفضلك و بأنك سبب سعادته!!
الحب أن تشعر بكل السعادة تأمرك و أنت بجانب حبيبك حتي لو من بعيد أو لم يكترث لوجودك أو حتي شعر به.
أما حب التملك هو أن تجبر الطرف الآخر أن يظل إلي جوارك حتي لو لا يسعده ولا يسعدك ذلك!!
الحب هو ان تشعر ان حبيبك هو أهم شخص بحياتك.
أما حب التملك هو ان تفرض علي الطرف الآخر ان تكون أهم شخص بحياته.
الحب هو ان تجلس مع أناس لا تحبهم و تحاول حبهم لحب حبيبك لهم.
أما حب التملك هو ان تمنع الطرف الثاني ممن يحبهم لأنه يحبهم
الحب الصادق يعطي شعور بالأمان و الطمأنينة و الرضا.
أما حب التملك يعطي غيرة و قلق و شك.
الحب يُعبر عنه بالتصرفات و المواقف قبل الكلام و لا يُتَوَقَع غير ذلك بالمشاعر و القلوب لا تُقَدر و لا يُعبَر عنها بغير ذلك فلا شئ قد يُثَمَن هذه المشاعر.
أما حب التملك دائماً يُعبَر عنه بالهدايا والماديات و الملموسات !!!
الحب أن تهب حبيبك كل الحرية حتي لو كلفك ذلك حريتك كلها.
حب التملك أن تسلب الطرف الآخر كل حريته و تمتلكه حتي لو كلفك ذلك حريتك فقط لشعور التملك…
و كما قال إحسان عبد القدوس: شئ اسمه الحب و شئ اسمه غريزة التملك، و بين الحب و غريزة التملك “خيط رفيع..رفيع جداً.. اذا ما تباينن تكشف لك الفارق الكبير!!”
و لأن ما في القلوب لا يعلمه سوي مقلب القلوب، فكل شئ قد يُفسر ليوحي عكسه، فمثلا حرمان الشخص الطرف الثاني من أحبائه قد يفسره المحب علي انها غيرة و عجبت لفخر بعضهم بذلك؟!
و قد يفسر الطرف الذي يقوم بمراقبة الطرف الثاني علي انه يحميه فالطرف الثاني طيب و لا يعلم ما يضمره الناس من خبث!! و أتعجب انه لا يضم نفسه في تلك القائمة و لا يفسر ذلك علي انه شك و عدم ثقة في الذات قبل ان يكون شك و عدم ثقة في الطرف الثاني.
بل أضحكني يوما حين وجدت شخصا يراقب الطرف الثاني لا غيرة و لا شك و لاحب بل حتي يطمئن ان الطرف الثاني لا يعلم ما يفعله هذا الشخص من خيانات و يكون علي علم فوري بما يصل الطرف الثاني من معلومات حتي يتسني له التصرف قبل فوات الأوان…. و ان حاورته و طلبت منه ترك الطرف الآخر ما دام يعلم في قرارة نفسه انه لا يحبه، يجيبك بالرفض القاطع قائلاً:”ربما أنا لا احبه و لكني متأكد انه يحبني حبا صادقا و هو الوحيد الذي اصدقه فلو حدث لي شئ لن يتركني و يتخلي عني”، اشعر حينها بالشفقة عليه فهو لا يعرف ان الذي يحب حبا صادقا هكذا بالتأكيد سيقف بجانبك وقت ضعفك مهما كلفه ذلك و انك لا تحتاج لاستعباده العمر كله من أجل ذلك و لكن من تُحدث فمن تَمَلَكه حب التملك لا يعرف الحرية… و له في خلقه شئون !!!
و مرة أخري أقتبس من مقدمة رواية الخيط الرفيع للكاتب إحسان عبد القدوس:” واني احذر القراء من ان يحاولوا البحث وراء هذا الخيط، أو يتساءل كل رجل منهم ان كانت فتاته تحبه أو فقط تحرص علي ان تمتلكه، او تتساءل كل فتاة ان كان رجلها يحبها حقيقة ام فقط يتباهون بامتلاكها ليرضي غريزته. و يوم يبحث الجميع وراء الخيط الرفيع و يعم هذا التساؤل، تشقي النفوس، و يتبين ان تسعين في المائة من الزيجات أو العلاقات التي تبدو سعيدة ليس للحب دخل فيها، انما هي سعادة وهمية تقوم علي حرص كل منهما علي امتلاك الآخر.. و ان كلا منهما علي استعداد ليخون الآخر مع حرصه علي امتلاكه، فان غريزة التملك لا تحول دون الخيانة بل تدفع اليها…”
“و صدقوني عندما أحذركم من البحث وراء الخيط الرفيع، فان كل من تتكشف له نفسه و نفوس الناس يشقي بها و بهم…”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق